في لحظة نادرة من التواضع والصدق، أقرّ أسطورة الفنون القتالية المختلطة وبطل الوزن الخفيف السابق في UFC، خبيب نورماغوميدوف، بأن تلميذه إسلام ماخاتشيف قد تجاوزه أداءً ومستوى.
هذا التصريح الذي صدر عن “النسر” خلال ظهوره على قناة نورلان سابوروف، أثار جدلاً واسعاً بين عشاق اللعبة حول هوية الأعظم في تاريخ فئة الوزن الخفيف.
سجل خالٍ من الهزائم مقابل أداء أكثر شمولاً
خبيب، الذي أنهى مسيرته الاحترافية دون أي خسارة بـ29 انتصارًا، منها 13 في UFC، حصد حزام البطولة عام 2018، ودافع عنه ثلاث مرات قبل أن يعتزل في قمة مجده عقب فوزه على جاستن جايتجي في UFC 254 عام 2020. في المقابل، يمتلك ماخاتشيف، الذي يسير على خطى خبيب، سجلًا مميزًا بـ27 فوزًا وخسارة واحدة فقط، وحقق لقب الوزن الخفيف عام 2022، ودافع عنه أربع مرات حتى الآن، آخرها أمام ريناتو مويكانو.
الاعتراف من قلب المنزل
وروى خبيب موقفًا طريفًا يكشف الكثير:
“عندما أنهيت مسيرتي، كان أطفالي لا يزالون صغارًا. سألني أحدهم: ’بابا، هل كنت تقاتل مثل إسلام؟‘ فقلت له: ’كنتُ تقريبًا بمستواه‘.”
هذا التصريح لا يُعتبر مجرد مجاملة، بل إقرار ضمني بتفوّق ماخاتشيف، الذي يُعدّ اليوم من أكثر المقاتلين اكتمالاً في فئة الوزن الخفيف. لكنه في المقابل، لا يملك ذلك الهالة التي رافقت خبيب، ولا نفس السيطرة المطلقة التي ميزت “النسر” عن سائر خصومه في القفص.
شهادات من الداخل: بورييه يفاضل بصعوبة
داستن بورييه، أحد القلائل الذين واجهوا النجمين، أدلى برأيه في هذا السجال الأزلي، قائلاً:
“أعتقد أن خبيب كان أقوى بدنيًا. لكن ضغط إسلام كان مرعبًا. لم أشعر بشيء مماثل من قبل… كان ثابتا طوال القتال. كل المقاتلين أقوياء، لكنهم لا يملكون نفس السيطرة. ضغطه، خاصة في خنقة دارس، كان أشبه بقبضة ملزمة لا ترحم.”
مقارنة مستحيلة… ونزال لن يُحسم أبدًا
الحديث عن من هو الأفضل بين خبيب وإسلام لم يحسمه حتى أساطير اللعبة مثل جورج سانت بيير، فالمقارنة هنا ليست فقط في الأرقام، بل في طريقة القتال، الذكاء التكتيكي، والهيبة داخل القفص. خبيب اعتزل في عز مجده، بينما لا يزال إسلام يراكم الانتصارات ويصقل إرثه.
لكن، وعلى الرغم من كل الجدل، يظل السؤال الأكثر إثارة دون جواب: لو التقى خبيب وإسلام داخل المثمن، من كان سيفوز؟
الإجابة، على الأرجح، ستبقى لغزًا أبدياً… يثري أسطورة كلا المقاتلين.
خبيب نورماغوميدوف يشرح لماذا لا يرغب إسلام ماخاتشيف في مواجهة إيليا توبوريا
بالطبع، هذا يثير تساؤلات حول من يجب أن يواجهه ماخاتشيف بعد ذلك. فقد خاض بالفعل نزالات ضد عدد من كبار المقاتلين، لكن لا يزال هناك بعض الأسماء القادرة على تشكيل تحدٍ حقيقي له. الاسم الأبرز حالياً هو إيليا توبوريا، لكن هناك أيضاً أرمان تساروكيان، الذي اضطر للانسحاب من نزالهما المقرر في UFC 311 بسبب إصابة مفاجئة في اللحظة الأخيرة.
من الطبيعي أن تختلف الآراء في مثل هذه الأمور، لكن في نهاية المطاف، ما يهم حقاً هو رأي الأشخاص المقربين من ماخاتشيف. وبناءً على ذلك، دعونا نلقي نظرة على رأي خبيب نورماغوميدوف في وضعية هذه الفئة.
رأي خبيب حول أصعب نزال محتمل لماخاتشيف:
قال نورماغوميدوف: “برأيي الشخصي — وليس بالضرورة أنه أكثر خطورة، بل لنقل إنه أكثر تنافسية — أعتقد أن [أرمان] تساروكيان هو الخصم الأصعب”. وأضاف عن النزال المحتمل القادم لماخاتشيف: “أعتقد أن أرمان مقاتل أكثر جدية من توبوريا. توبوريا مقاتل جيد في وزن 145، لكننا لم نره بعد في وزن 155. أؤمن أن أرمان سيكون خصمًا أكثر تنافسية لإسلام من توبوريا”.
وتابع خبيب: “لا أعرف نوع الاتفاقات التي تمت بين توبوريا وUFC، لكن من جهة إسلام، فقد منح بالفعل فرصتين على اللقب لأبطال وزن 145. وفي كلا المرتين فاز إسلام. والآن للمرة الثالثة — لنفترض أن توبوريا يصعد مباشرة ويحصل على فرصة لقب، ثم يهزمه إسلام، وبعدها يخوض توبوريا نزالًا آخر ويخسر مجددًا. في النهاية، لن يكون له قيمة تُذكر في وزن 155”.