رغم أنه أصبح بطل العالم في الوزن المتوسط، لا يزال بلال محمد يُفضّل أن يُعامل كمستضعف لا كمحبوب جماهيري. المقاتل الفلسطيني الأصل، المعروف بلقب “تذكر الاسم”، يواصل السير عكس التيار، حتى عندما بدأت الجماهير تلتف حوله.
في 11 ماي 2025 بمدينة مونتريال، سيواجه محمد التحدي الأكبر في مسيرته عندما يدافع عن لقبه ضد الأسترالي جاك ديلا مادالينا، وذلك في إطار نزال مرتقب في UFC 315.
وكان محمد قد غاب عن القتال منذ يوليو 2024 بسبب إصابة في القدم، ما حال دون مشاركته في UFC 311 ضد شوكت رحمانوف. ورغم برمجة إعادة المواجهة في UFC 315، فإن غياب “نوماد” أفسح المجال أمام مادالينا لخطف الفرصة.
يخوض محمد هذه المواجهة بسجل خالٍ من الهزائم في آخر 11 نزالاً، وهو من الناحية التقنية أحد أكثر المقاتلين كفاءة. لكن المفارقة أن شعبيته الجماهيرية ظلت دون المستوى، ما يُعزى في الغالب إلى أسلوبه القتالي الذي يراه البعض غير جذاب، إذ يفضل السيطرة التكتيكية على المشاهد الاستعراضية.
“لا أريد مشجعين، أريد مشككين”
رغم بداياته المتواضعة وافتقاره لقاعدة جماهيرية صاخبة، فقد نال محمد اهتمامًا متزايدًا منذ تتويجه على حساب ليون إدواردز. غير أن هذا الإعجاب الجديد لا يبدو مرحبًا به من قبله. ففي مقابلة مع موقع MMA Junkie، صرح قائلاً:
“أقول لهم: ابتعدوا عني، لا أريد مشجعين. أريد أن يقول لي الناس إنني سأخسر، فهذا ما يدفعني للعمل بجدية أكبر.”
ويضيف:
“أنا أُبقي على دائرة ضيقة من الزملاء الذين يمنحونني التوازن والهدوء. لا توجد معارك سهلة في هذه الرياضة، ولا توجد انتصارات مضمونة.”
محمد يتحدث بعقلية مقاتل لا يزال في طريق الصعود، رغم حمله للحزام. يؤمن بأن حفاظه على “عقلية المستضعف” هو ما أوصله إلى القمة، وهو ما سيحافظ عليه فيها.
“بالنسبة لي، لا يتعلق الأمر بالدفاع عن اللقب، بل بالقتال من أجل الظفر به مجددًا. لقد استغرقت سنوات طويلة للوصول إلى هذا المستوى ولن أفرط فيه بسهولة.”
إشادة من خبيب واستعداد لا يُستهان به
حتى الأسطورة خبيب نورمحمدوف لم يُخفِ إعجابه ببلال محمد، مشيدًا بصرامته واحترافيته داخل القفص. أما محمد، فلا يرى خصومه إلا على أنهم الأفضل في العالم.
“في ذهني، أنا أستعد لمواجهة أفضل ضارب على الكوكب. أستعد كما لو كنت سأواجه كانيلو ألفاريز.”