في واحدة من أكثر المواجهات إثارة وحسمًا في تاريخ UFC، خطف ماكس هولواي لقب BMF بعد فوزه في نزال الثلاثية المنتظر ضد داستن بوارييه في الحدث الرئيسي لـ UFC 318. لم يكن هذا الانتصار مجرد نتيجة رياضية، بل لوحة تكشف عن نضج فني، عزيمة نفسية، ورسالة قوية لبقية المنافسين.
منذ البداية، بدا واضحًا أن هولواي كان قد درس خصمه جيدًا، فاستخدم حركته التكتيكية وسيطرته على المسافات ليقيّد قدرة بوارييه على بناء هجماته. مع كل جولة من الجولات الخمس، أظهر “بليسيد” قدرة مذهلة على فرض إيقاعه، مستفيدًا من دقته في توجيه الضربات القاضية، وتحكمه الذكي في الحلبة.
رد فعل هولواي عقب الانتصار عكس توازنه النفسي وانضباطه الاحترافي. بعيدًا عن الانفعال، وجه احترامه العميق إلى بوارييه، مؤكّدًا أنه لم يكن الخصم سهلاً، وأن هذا الفوز ما هو إلا محطة في رحلة طويلة من التحديات.
تصريحاته التي دعا فيها UFC إلى فتح الباب أمام المنافسين للفوز بلقب BMF تحمل في طياتها تحديًا مبطنًا ورغبة في استمرارية المنافسة على أعلى المستويات.
في المقابل، جاءت لحظة اعتزال داستن بوارييه محملة بمشاعر مختلطة. الرجل الذي صنع مسيرة أسطورية في UFC، وترك بصمة لا تُمحى عبر سنوات من الكفاح والتحدي، اختتم هذه المرحلة بوصفه “مُرئيًا” ومُقدرًا من الجماهير. اعتزاله لا يعني نهاية الإرث، بل بداية مرحلة جديدة قد تكون عنوانها التأثير والإلهام خارج الحلبة.
هذا اللقاء التاريخي يُعد منعطفًا في مسيرة كلا المقاتلين: هولواي، الذي يتطلع إلى إعادة المواجهة مع إيليا توبوريا بعد تعرضه لأول خسارة بالضربة القاضية في UFC 308، وبوارييه، الذي يُغادر الحلبة بعد أن أثبت أنه من عمالقة اللعبة.
في عالم القتال، حيث تتقاطع القوة البدنية مع الذكاء التكتيكي والروح القتالية، يظل هذا النزال نموذجًا حقيقيًا لمدى تعقيد وجمال رياضة الفنون القتالية المختلطة، التي لا تنحصر فقط في الفوز والخسارة، بل في الرسائل العميقة التي تحملها كل مواجهة.