بين الطموح والانضباط: معسكر المواي طاي بالجديدة… إعداد مغربي بأفق رياضي إسلامي

0
5

في فندق متوسط بمدينة الجديدة، حيث تنبعث رائحة العرق والتحدي من قاعات التدريب، يستعد المنتخب الوطني المغربي للمواي طاي لخوض واحد من أهم محطاته التحضيرية، قبل المشاركة المرتقبة في الألعاب الرياضية الإسلامية التي ستحتضنها الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، خلال شهر نونبر المقبل.

هنا لا تُقاس الجاهزية بالتصريحات، بل بنبض العضلات وتكرار الضربات وتماسك النفس الطويل. منذ يوم الثلاثاء 24 يونيو، دخلت مجموعة من أبرز عناصر النخبة الوطنية في معسكر مغلق، يستمر إلى غاية 30 يونيو، تحت إشراف الإدارة التقنية الوطنية بقيادة الإطار لحسن واسو، بمرافقة المدربين أحمد ملاحي وعبد اللطيف بوعقلي.

رياضة تنبض في الهامش… لكنها تصنع مجد المغرب في الصمت

بالنسبة لرياضيي المواي طاي، لا توجد أضواء كاميرات ولا تغطيات مباشرة، لكن خلف هذا الظل الإعلامي، هناك نخبة تؤمن أن تمثيل المغرب ليس مشروطًا بشهرة أو جمهور، بل بقيمة الراية الوطنية حين تُرفع على منصة التتويج.

ياسين (22 سنة)، أحد المستدعين لهذا المعسكر، يقول بصوت متقطع بعد حصة بدنية شاقة:

“هاد التربص فرصة باش نبرهن على راسي، باش نمثل المغرب قدّام العالم الإسلامي، هادشي شرف كبير وكيستاهل كل التعب.”

معسكر تقني صارم… لا مكان فيه للمجاملات

الإدارة التقنية لم تأتِ لتكرار أسماء سابقة أو ضمان مقاعد مسبقة، بل، وفق ما أكده مصدر من داخل المعسكر، فإن العملية قائمة على التقييم الدقيق للحالة البدنية والتقنية والذهنية لكل رياضي.
البرنامج اليومي يتوزع بين:

  • حصص بدنية صباحية صارمة،

  • تمارين تقنية مركزة بعد الزوال،

  • ومتابعة نفسية لتقييم القدرة على التحمل تحت الضغط.

يُضاف إلى ذلك التركيز على أوزان التباري المعتمدة في الألعاب الإسلامية، والتي تشمل ستة أوزان للذكور ومثلها للإناث، إلى جانب تحضير فريق لتمثيل المغرب في منافسات “الواي كرو” و”الماي مواي”، وهما فرعان يعتمدان على التناسق الجسدي والجانب الفني المتقدم.

الطريق إلى الرياض يبدأ من معسكر الجديدة

الألعاب الإسلامية المقبلة ليست مجرد محطة عابرة، بل مناسبة لتأكيد حضور المغرب كقوة إقليمية في الرياضات القتالية، خاصة بعد النتائج الجيدة التي حققها الأبطال المغاربة في بطولات عربية وإفريقية سابقة.

لكن خلف هذه الأهداف، تبرز تحديات اجتماعية وثقافية تواجه رياضات مثل المواي طاي، التي ما تزال تكافح للظفر باعتراف واسع، سواء على مستوى الدعم العمومي أو التغطية الإعلامية، رغم أنها تُكوّن أبطالًا من قلب الأحياء الشعبية ومن الهامش.

نقطة ضوء في مسار طويل

ما يجري اليوم في الجديدة لا يجب أن يُختزل في مجرد تحضير رياضي. هو أيضًا اختبار للنظام الرياضي الوطني: هل يستطيع أن يحول التكوين الجاد إلى ميداليات؟ هل يفتح أبواب التألق لأولئك الذين لا تملك أسرهم علاقات أو رعاة؟

كما أنه اختبار للوعي الجماعي بأهمية تنويع الاستثمارات في كل الرياضات، خصوصًا تلك التي تملك قاعدة ممارسة واسعة في المغرب، لكنها ما تزال حبيسة الدعم المحدود وغياب الرؤية الترويجية.

المغرب نحو منصة جديدة… والإرادة أقوى من الظروف

من معسكر الجديدة، قد تخرج أسماء جديدة تسطع في سماء الرياضة المغربية، ليس فقط بميداليات، بل بقصص مقاومة وإصرار على النجاح رغم كل الصعوبات.وهذا ما يجعل من التربص الحالي أكثر من مجرد مرحلة تدريب… بل رهان وطني على شباب قرروا أن يصنعوا الفرق حيث لا يراه الآخرون.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا