“انسحاب في آخر اللحظة يكشف هشاشة النظام الاحترافي لـUFC 321 في أبوظبي”

0
32
صورة : UFC

قبل أقل من 48 ساعة على انطلاق الأمسية المنتظرة في أبوظبي، أُعلن عن إلغاء نزال عبد الكريم السلواوي ضد ماتيوس كاميليو من البطاقة التمهيدية، في خطوة فاجأت المتابعين وأربكت التنظيم. القرار لم يكن ناتجاً عن فشل في الميزان أو إصابة علنية، بل جاء غامضاً تماماً مثل كثير من السيناريوهات التي تحيط بكواليس عالم القتال الاحترافي.

السلواوي، المقاتل الأردني الذي عُرف بروحه القتالية العالية منذ أيامه في “Dana White’s Contender Series”، خرج ببيان مقتضب على حسابه في إنستغرام، قال فيه:

“كان كل شيء مثالياً، المعسكر الأفضل في مسيرتي، الوزن مضبوط، والجهوزية تامة… لكن الله لم يشأ ذلك.”

هذا الخطاب المفعم بالإيمان والرضا بالقدر، يعكس ما لا يقوله المقاتلون في العلن: حجم الضغط النفسي، والتضحيات الجسدية، والمجهود الذهني الذي يسبق كل مواجهة في الـUFC. فحين تُلغى المواجهة في الساعات الأخيرة، يشعر المقاتل كأنه خسر جولة لم يخضها بعد.

قراءة تحليلية: هشاشة النظام الاحترافي رغم صلابته

رغم أن الـUFC تُقدّم نفسها كأقوى منظمة قتال في العالم من حيث التنظيم والانضباط، إلا أن مثل هذه الحالات تكشف عن الهشاشة الخفية للنظام الاحترافي.
الإلغاء في آخر لحظة يضرب الاستقرار النفسي للمقاتل والاهتمام الجماهيري، ويؤثر على الميزانية اللوجستية والإعلامية للحدث، خصوصاً عندما تكون الساحة في موقع حساس كأبوظبي، حيث الرهانات السياسية والاقتصادية كبيرة.

اللافت أن المنظمة لم تُصدر بياناً تفصيلياً لتوضيح أسباب انسحاب السلواوي، ما فتح الباب أمام التأويلات: هل هي مشكلة طبية؟ أم قرار إداري؟ أم ربما قضية تتعلق بالتصاريح؟ في كل الحالات، الغموض أصبح جزءاً من “دراما القفص” التي تغذيها وسائل الإعلام المختصة.

الحدث الرئيسي مستمر… لكن الظلال باقية

رغم هذا الانسحاب المفاجئ، يظلّ التركيز الأكبر موجهاً إلى نزال القمة بين البريطاني توم أسبينال والفرنسي سيريل غان على لقب الوزن الثقيل المؤقت. نزال يُجسّد صراع مدرستين:

  • المدرسة التقنية الأوروبية التي يمثلها غان، المقاتل المتوازن بين الأناقة والذكاء التكتيكي.

  • والمدرسة “الباردة” لمانشستر، حيث يجسّد أسبينال الفاعلية، والهدوء، والانفجار في اللحظة الحاسمة.

لكن خلف بريق القتال الرئيسي، تبقى حكاية السلواوي وكاميليو تذكيراً بأن الطريق إلى المجد في الـUFC محفوف باللايقين، وأن كل مقاتل، مهما بلغ من الاحتراف، يبقى رهينة لتقاطع القدر مع قرار تنظيمي مفاجئ أو ظرف إنساني غير متوقع.

في الخلاصة:

الانسحاب المفاجئ في أبوظبي ليس مجرد “حدث عابر” في بطاقة قتالية، بل درسٌ في هشاشة البطولة حين يتقدّم الإنسان على النظام.
لقد خسر الجمهور نزالاً، وربح درساً في الفلسفة القتالية: أن البطولة الحقيقية ليست فقط في الفوز داخل القفص، بل في تقبّل الهزيمة أو الإلغاء بروح المقاتل الذي لا ينكسر حتى حين لا يُقاتل.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا