في مشهد يتكرر للأسف في الساحة الرياضية المغربية، بات غياب التواصل الرسمي والشفافية بين الإدارات التقنية والرياضيين أو أولياء أمورهم أمراً مقلقاً، ويثير تساؤلات حقيقية حول إدارة الرياضة المدرسية ومستقبل المواهب المغربية.
واحدة من هذه الحالات هي إقصاء البطلة نسيبة زروال، التي كان من المفترض أن تشارك في بطولة العالم المدرسية للتايكوندو، لكنها وجدت نفسها خارج القائمة بدون أي توضيحات مقنعة من الإدارة التقنية.
نجاحات رياضية مهدورة: من المسؤول؟
تعتبر البطلة نسيبة زروال مثالاً حيًا على موهبة رياضية نادرة، فقد حققت عدة إنجازات في البطولات الدولية والوطنية، بما في ذلك الميداليات الذهبية التي رفعت علم المغرب في المحافل العالمية. ومع ذلك، تفاجأ الوسط الرياضي بإقصائها من المشاركة في بطولة العالم المدرسية، دون أن تقدم الإدارة التقنية أي توضيحات لأسباب هذا الإقصاء.
إذا كان هذا يحدث لأبطال ذوي إنجازات معترف بها، فكيف سيكون مصير باقي الرياضيين؟
تجاهل مستمر واستفسارات بلا إجابة
لقد تم تقديم مراسلة رسمية إلى السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي، قسم الرياضة المدرسية، في وقت سابق، للاستفسار عن المعايير التي اعتمدتها الإدارة التقنية لاختيار المشاركين في بطولة العالم. ولكن للأسف، وحتى اللحظة، لم تتلق الجمعية أو البطلة أو أولياء أمورها أي رد، مما يعزز حالة الاستياء وعدم الثقة في القرارات المتخذة.
هل هذا الإقصاء كان لأسباب فنية بالفعل؟ أم أن هناك اعتبارات أخرى غير معلنة؟ لماذا لا يتم الرد على استفسارات واضحة وصريحة تتعلق بمصير مواهبنا الرياضية؟
إدارة رياضية بحاجة إلى إصلاح عاجل
من الواضح أن هذا السلوك يعكس أزمة حقيقية في إدارة الرياضة المدرسية في المغرب. فالتجاهل المتكرر للأبطال والموهوبين دون تقديم أي تبريرات أو حتى إشارة إلى المعايير المتبعة لاختيار المشاركين، يشير إلى غياب المساءلة والشفافية. إذا استمر هذا النهج، فإنه سيضعف معنويات الشباب الرياضيين ويجعلهم يفقدون الثقة في نظام يهدف في الأصل إلى تطويرهم وفتح أبواب النجاح أمامهم.
المطالبة بالشفافية والعدالة
في هذا السياق، يتوجب على المسؤولين في قطاع الرياضة أن يتحملوا مسؤولياتهم ويتواصلوا بشكل مباشر وشفاف مع الرياضيين وأولياء الأمور والجمعيات المعنية. لا يمكن تحقيق تقدم حقيقي في الرياضة المغربية إذا استمر تجاهل الأسئلة الجوهرية التي تتعلق بمصير الأبطال والمواهب الشابة.
إن غياب الشفافية لا يؤدي فقط إلى إقصاء الأبطال، بل يؤثر سلباً على تطور الرياضة بأكملها.
الخاتمة
الإدارة الرياضية في المغرب بحاجة إلى إصلاحات عميقة وفورية. يجب أن تتوفر آليات واضحة للتواصل بين الإدارات التقنية والرياضيين، وتوضيح المعايير التي تعتمد لاختيار المشاركين في البطولات الدولية.
إن استمرار التجاهل لا يخدم سوى إحباط الجهود المبذولة، وهو ما لا يمكن قبوله إذا كنا نرغب حقًا في بناء جيل من الرياضيين يمثلون المغرب بأفضل صورة.