في مشهد لا يختلف كثيراً عن المنافسات الرياضية المحتدمة، أثار طرد المقاتل فرانسيس نجانو من UFC ضجة كبيرة في عالم فنون القتال المختلطة. نجد أن إقصاء نجانو ليس مجرد حادثة عابرة، بل يفتح الباب على مصراعيه للحديث عن الحقوق المهدورة للمقاتلين وكيفية التعامل معهم في بطولات كبرى مثل UFC.
طرد نجانو: قرار يثير الشكوك حول نزاهة UFC
في عالم الرياضة، يواجه اللاعبون قرارات قاسية، بعضها عادل وبعضها مثير للجدل. في حالة نجانو، يبدو أن UFC اختارت إزالته من الذاكرة الجماعية للترويج، حيث تم حذف اسمه من حلقات العد التنازلي، مما دفع الكثيرين للتساؤل: هل كان هذا القرار محض صدفة أم أنه جزء من استراتيجية أكبر لمحاولة تهميش المقاتلين الذين يغادرون المنظمة؟
دانا وايت، رئيس UFC، قدم اعتذارًا وأرجع الأمر إلى سوء تواصل، ولكن هل يمكن لمثل هذه التبريرات أن تمحو الشعور بالإقصاء الذي يشعر به نجانو وجماهيره؟ وهل سيظل هذا الأسلوب معيارًا للتعامل مع المقاتلين في المستقبل؟
دان هاردي: تجربة شخصية ومقارنة مع الأساطير
دان هاردي، معلق PFL والمقاتل السابق، لم يتردد في التعبير عن خيبة أمله من سلوك UFC تجاه نجانو. قارن هاردي ما حدث لنجانو بتجربته الشخصية وتجارب أخرى مثل راندي كوتور، أحد أعظم مقاتلي UFC، الذي عانى من التهميش نفسه بعد مغادرته المنظمة.
هاردي، الذي كان أول بريطاني ينافس على لقب UFC، يشير إلى أنه تم تجاهله بالكامل في حدث UFC لندن، على الرغم من تاريخه الحافل.
تساءل هاردي: لماذا يتم استبعاد هؤلاء المقاتلين من الذاكرة الرياضية؟ هل يعود الأمر إلى صراعات شخصية مع إدارة UFC أم أنه جزء من سياسة أكبر لتهميش من يغادرون المنظمة؟
من هو المتضرر الحقيقي؟
كما في أي رياضة، المقاتل ليس وحده من يعاني، بل أيضًا الجماهير والمشجعون. في ظل هذا النوع من التعامل، يصبح السؤال الأهم: ماذا عن الجماهير التي تأثرت بخروج نجانو؟ وما هي الرسالة التي ترسلها UFC إلى المقاتلين الحاليين؟ هل يُنظر إلى المقاتل كأداة لتحقيق الربح فقط، دون احترام لإرثه الرياضي؟
من هنا، نجد أن المتضرر الأكبر من هذا التهميش هو في النهاية المشجع العادي، الذي يجد نفسه مضطرًا لمتابعة رياضة تسيطر عليها قرارات إدارية قد لا تكون دائمًا في مصلحة الرياضيين أو الرياضة نفسها.
هل سيشهد العالم تغييرًا في معاملة المقاتلين؟
إقصاء نجانو، على الرغم من كونه حادثة فردية، يثير أسئلة أكبر حول مستقبل فنون القتال المختلطة وحقوق المقاتلين فيها. هل ستتغير سياسات UFC في التعامل مع المقاتلين بعد مغادرتهم؟ وهل سيكون هناك احترام أكبر لإرثهم الرياضي؟ أم أن هذه الأحداث ستظل تتكرر مع كل مقاتل يغادر المنظمة بشروط لا تروق للإدارة؟
في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا، بانتظار الإجابة من قِبل إدارات البطولات الرياضية الكبرى، والجماهير، والمقاتلين أنفسهم.