PFL إفريقيا… حين تتكلم القفازات وتُفضَح الأولويات: ألسنا أفارقة؟ أم أن الرياضة في المغرب اختُزلت في كرة القدم؟

0
26

لم تكن ليلة كوتونو مجرد ختام موسمي لدوري الفنون القتالية المختلطة، بل كانت بيانًا رياضيًا وسياسيًا وثقافيًا غير معلن.

أربعة أبطال أفارقة، أربعة ألقاب، وأربعة انتصارات بالحسم قبل صافرة النهاية. رسالة واضحة: إفريقيا لا تحتاج إلى “الفرصة”… بل إلى الاعتراف.

في قاعة Sofitel Dome بالعاصمة الاقتصادية لبنين، أسدل الستار على أول موسم لـ PFL Afrique، وسط حضور رمزي ثقيل الوزن: فرانسيس نغانو، ليس كمقاتل هذه المرة، بل كرئيس ومرجع ووجه لإفريقيا التي قررت أن تكتب قصتها بيدها، لا أن تنتظر الهامش.

رياضة الحسم… لا المجاملة

من أصل 11 نزالًا، ثلاثة فقط وصلت إلى قرار الحكام. البقية؟

ضربات قاضية، إيقافات طبية، انسحابات، ونهايات تُذكّر بأن الرياضات القتالية لا تعرف الدبلوماسية.

نكوسي نديبيلي يختم النهائي بركلة جسد مدمّرة.
أبراهام بابلي ينهي حلم خصمه في 21 ثانية فقط.
واسي أديشينا يُتوّج بعد نزيف لا يسمح للطبيب بالمجاملة.
هذه ليست مصادفة، بل ثقافة قتالية إفريقية صاعدة، تؤمن بأن البقاء للأقوى، لا للأكثر شهرة.

السؤال المغربي المؤلم: أين نحن؟

وهنا، لا مفر من السؤال الذي يفرض نفسه بحدّة:
ألسنا في إفريقيا؟
أم أن الدولة المغربية لا ترى من الرياضة سوى كرة القدم؟

بينما تُراكم PFL تجربة احترافية قارية،ىوبينما تحوّل نغانو من قصة فقر إلى مشروع قاري، لا يزال المقاتل المغربي خارج الحسابات، لا لغياب الموهبة، بل لغياب الرؤية.

المغرب، الذي يزخر بالأبطال في الجيوجيتسو، الكيك بوكسينغ، والمواي تاي، لا يملك إلى اليوم مشروعًا وطنيًا واضحًا للفنون القتالية المختلطة، ولا سياسة إدماج حقيقية في المنصات العالمية، ولا حتى اعترافًا مؤسساتيًا بأن هذه الرياضات قوة ناعمة، واقتصاد، وصورة دولية.

PFL إفريقيا ليست بطولة… بل مرآة

ما جرى في كوتونو لا يُحرج المغرب رياضيًا فقط، بل يضعه أمام مرآة صادمة:

  • إفريقيا تبني.

  • الآخرون يخططون.

  • ونحن نُصفّق لكرة القدم، ثم نتساءل لماذا لا نملك أبطالًا عالميين في غيرها.

فرانسيس نغانو لم ينتظر دعم دولة عظمى،
بل صنع شرعيته بالقفص،
ثم عاد ليصنع منصة لغيره.
أما نحن، فما زلنا نختلف حول:
هل MMA رياضة؟
هل تستحق الدعم؟
هل تُغضب هذا أو ذاك؟

الخلاصة

PFL إفريقيا ليست حدثًا عابرًا،
بل إنذارًا مبكرًا: من لا يستثمر اليوم في الرياضات القتالية، سيكتفي غدًا بدور المتفرج… حتى وهو في قلب إفريقيا.

والسؤال يبقى معلقًا، بلا رتوش: هل نحن فعلًا جزء من هذا التحول الإفريقي؟ أم أننا اخترنا – طوعًا – أن نبقى خارج القفص؟

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا