كامارو عثمان… حين تستفيق الوحوش من سباتها

0
15
صورة : UFC.

لم يكن ظهور كامارو عثمان في UFC أتلانتا مجرد عودة إلى القفص، بل عودة إلى ذاته. فالمقاتل الذي حكم فئة وزن الويلتر لسنوات، وجد نفسه في الأعوام الأخيرة عالقًا بين أمجاد الماضي وضجيج الحاضر، تائهًا في صمت الهزائم وخسارة البريق. لكنه اختار أن لا يرحل بصمت.

في مواجهة خواكين باكلي، لم يكن التحدي مجرد نزال، بل معركة ضد النسيان. فالنيجيري الذي غاب عن الانتصارات منذ 2021، كان يعلم أن أي تعثر إضافي سيضع اسمه في الهامش، تمامًا كما تفعل الريح حين تطفئ لهبًا بلا نار.

الجولة الأولى حملت الرسالة سريعًا. لم ينتظر عثمان كثيرًا ليُظهر وجهه الحقيقي. سيطر، أسقط، خنق المسافة، وفرض إيقاعًا لا يعرفه خصمه. لم تكن هناك لحظة اختبار لباقلي، بل سلسلة محاولات للنجاة.

تكرر المشهد، لكن بإيقاع أعمق. في الثانية والثالثة، بدا وكأن “الكابوس النيجيري” يعيد كتابة قواعد السيطرة: ليس فقط بالضرب، بل بالحضور، بالهيبة، وبالقرار الذي لا يتردد. حتى حين حاول باكلي خلق فرصة في الجولة الثالثة ببعض التركيبات الجيدة، كان الرد قاطعًا: إسقاط جديد، وتحطيم للزخم قبل أن يتكوّن.

الجولتان الرابعة والخامسة لم تقدما مفاجآت. باكلي بحث عن فتحة، ووجد الجدار. حاول التحرر، لكنه سقط في الطوق ذاته: قوة عثمان لا تكمن في العنف فقط، بل في القدرة على جعل خصمه يختار الهروب بدل المجازفة.

مع نهاية الجولة الخامسة، لم يكن القرار محل شك. انتصار عثمان بقرار إجماعي (49-46، 49-46، 48-47) لم يكن مجرد أرقام، بل إعلان عن بقاء صوت قديم في حلبة تعج بالأصوات العابرة.

اليوم، يحتفظ عثمان بمكانه في المرتبة الخامسة، لكن الأهم: استعاد مكانه في عقله كمقاتل يعرف من هو ولماذا جاء.

فهل ستكون هذه العودة، لا إلى الانتصار فقط، بل إلى العرش؟ أم أن هذا النزال كان صرخة أخيرة لوحش لا يريد أن يُنسى؟

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا