عثمان رهوني.. تتويج فردي يعكس طموحًا جماعيًا

0
44

لم يكن فوز البطل المغربي عثمان رهوني، عضو المنتخب الوطني للمواي طاي تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للكيك بوكسينغ والمواي طاي، بلقب السلسلة الدولية WPMTA في هونغ كونغ مجرد انتصار رياضي عابر. بل يمكن اعتباره مؤشرًا واضحًا على أن المغرب، رغم محدودية الدعم الموجه لرياضات القتال، يملك من الطاقات والكفاءات ما يجعله حاضرًا بقوة على الساحة الدولية.

بين المحلية والعالمية

رهوني، ابن البطولة الوطنية، جسّد بانتقاله من الألقاب المحلية إلى التتويجات القارية والدولية، صورة المقاتل المغربي الذي لا يستسلم لحدود الإمكانيات. انتقاله إلى بانكوك، عاصمة المواي طاي، للتدريب تحت إشراف أطر مغربية داخل أندية متخصصة مثل المغاري مواي طاي جيم وطوكاياه فايت كلوب، يعكس وعيًا بأهمية الاحتكاك بأفضل مدارس اللعبة في العالم، دون أن يتخلى عن جذوره الوطنية.

إنجاز يتجاوز الفردي

التتويج في هونغ كونغ أمام أسماء قوية من جنوب إفريقيا ومنغوليا، يضيف إلى الرصيد الرمزي للمغرب في الرياضات القتالية. فالمسألة لم تعد مرتبطة بإنجاز فردي فقط، بل بتكريس صورة المغرب كبلد قادر على إنتاج أبطال عالميين في مختلف الفنون القتالية، من المواي طاي إلى الجيوجيتسو ، ومن الكيك بوكسينغ إلى الفنون المختلطة.

ماذا بعد رهوني؟

يبقى السؤال الجوهري: هل نمتلك رؤية مؤسساتية لتحويل هذه الإنجازات الفردية إلى مشروع وطني متكامل؟

فوز رهوني هو جرس إنذار إيجابي بضرورة الاستثمار في البنية التحتية والتأطير العلمي والاحتراف التنظيمي، حتى لا تبقى الانتصارات رهينة جهود فردية أو مبادرات معزولة.

إشعاع عالمي

إن ما حققه رهوني في هونغ كونغ يفتح الباب أمام المغرب ليعزز حضوره على الخارطة العالمية للمواي طاي، ويمنح دفعة قوية لصورة الرياضة الوطنية في الخارج. كما أن هذه النجاحات تمثل وسيلة دبلوماسية ناعمة تعكس صورة بلد يملك الشباب، الطموح، والقدرة على المنافسة في أكثر الرياضات صرامة.

الخلاصة:
عثمان رهوني لم يحقق لقبًا فقط، بل جسّد نموذجًا للرياضي المغربي الذي يحوّل التحديات إلى فرص، وهو في نفس الوقت ثمرة عمل مؤسساتي تشرف عليه الجامعة الملكية المغربية للكيك بوكسينغ والمواي طاي. ومتى ما استطاعت باقي المؤسسات الرياضية في المغرب التقاط هذه الرسالة، سنرى في المستقبل المزيد من الأبطال الذين يعيدون رسم مكانة المغرب على خريطة الرياضات القتالية العالمية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا