ديميتريوس جونسون يدافع عن سيريل غان… حين تتحول التقنية إلى تهمة والصدفة إلى قضية

0
28

منذ لحظة إيقاف النزال بين سيريل غان وتوم أسبينال في بطولة UFC 321، لم تهدأ عاصفة الجدل. كان من المفترض أن يُتوّج هذا اللقاء ملكًا جديدًا لوزن الثقيل، غير أن لحظة عابرة — لمسة غير مقصودة في العين — حوّلت الحدث من عرس رياضي إلى أزمة أخلاقية وتقنية. فجأة، وجد غان نفسه في قفص الاتهام، بينما تحولت الجماهير إلى هيئة محلفين تُصدر أحكامها في زمن مواقع التواصل، حيث الغضب أسرع من الفهم، والاتهام يسبق التحليل.

لكن وسط هذا الضجيج، خرج صوت يزن كلماته بميزان الخبرة والمعرفة القتالية: ديميتريوس “مايتي ماوس” جونسون، أحد أعظم المقاتلين في تاريخ الـMMA، دافع عن غان ببرود المحترف وعمق الخبير، مذكّرًا بأن «فتح اليدين ردّة فعل طبيعية في القتال»،

وأن ما حدث لا يعدو كونه حادثًا من حوادث اللعبة، لا خطأً مقصودًا ولا تجاوزًا للروح الرياضية.

🔹 بين التقنية وسوء الفهم الجماهيري
ما أشار إليه جونسون ليس تبريرًا بقدر ما هو درس في فهم ميكانيكية القتال. ففي مدارس المواي تاي مثلًا، يُعتبر فتح اليدين جزءًا من التوازن الدفاعي أثناء الرميات أو الكيكات. أي أن ما بدا للبعض إهمالًا أو “حركة متهورة”، هو في الواقع جزء من ردّ فعل آلي يتشكل عبر آلاف الساعات من التدريب.

لكن الجماهير — ومعها بعض النقاد — غالبًا ما تنظر إلى اللحظة بمعزل عن السياق. وهنا تكمن المعضلة: حين يُحاكم المقاتل بعين المشجع، لا بعين الممارس.

🔹 غان بين ضغط الصورة وضريبة النجاح
سيريل غان، منذ دخوله دائرة الضوء في الـUFC، ارتبط اسمه بالأناقة التقنية والذكاء التكتيكي. لكنه أيضًا بات رهينة لصورة المقاتل المثالي الذي لا يخطئ. أي انزلاق بسيط يُفسَّر وكأنه انهيار كامل للنظام الذي بناه.

وبعد حادثة “اللمسة الممنوعة”، تعرّض الفرنسي لوابل من الانتقادات، بل وحتى من منافسه أسبينال نفسه، وكأن اللعبة فقدت فجأة حسّها الإنساني.

🔹 مايتي ماوس.. صوت العقل في فوضى الانفعالات
ديميتريوس جونسون، بموقفه، لم يدافع فقط عن غان، بل عن روح اللعبة نفسها. فالفنون القتالية ليست رياضة بلا أخطاء، بل مختبر دائم للخطأ والصواب، حيث تُختبر ردّات الفعل أكثر مما تُختبر النوايا. تصريحه جاء بمثابة تذكير بأن الاحتراف لا يعني العصمة، وأن الحوادث جزء من النزال مثل العرق والدم.

🔹 هل تكون هذه الحادثة بداية لتحوّل في الوعي الجماهيري؟
الضجيج حول “نزال لم يكتمل” كشف عن خلل أعمق في علاقة الجمهور برياضة القتال الحديثة: هل ما زال المشاهد يبحث عن الأداء الفني، أم أنه أصبح أسيرًا لمتعة الفوضى والدراما؟

بين المطالبة بإعادة النزال والبحث عن كبش فداء، يغيب السؤال الأهم: هل نريد بطلاً لا يُخطئ، أم مقاتلاً حقيقيًا يواجه الخطأ بشجاعة؟

وبينما يستعد العالم لاحتمال إقامة نزال ثأري، يبقى موقف ديميتريوس جونسون بمثابة وقفة عقلانية وسط انفعالٍ جماعي… تذكيرٌ بأن في الرياضة، كما في الحياة، لا يُقاس الخطأ بالنية، بل بفهم السياق.

هل تتفق مع جونسون أن ما فعله سيريل غان ليس خطأً بقدر ما هو انعكاس لغرائز القتال؟
أم ترى أن النخبة في رياضة مثل الـUFC يجب أن تُحاسب على كل حركة، مهما كانت طبيعية؟

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا