“جمال السوسي: صرخة الإصلاح التي تهز عرش الرياضة المغربية”

0
264

الكاتب والصحفي جمال السوسي: الرائد الحقيقي للإصلاح في القطاع الرياضي المغربي

جمال السوسي: صرخة الإصلاح التي تهز عرش الرياضة المغربية

في خضم الجهود المستمرة لإصلاح القطاع الرياضي في المغرب، تبرز قضية فشل القطاع في تحقيق الأهداف المرجوة خلال أولمبياد باريس 2024 كأحد أبرز القضايا التي تستدعي الوقوف عليها. بينما يزعم المسؤولون تحقيق إنجازات وتطلعات كبيرة، تظهر الحقائق على أرض الواقع فجوة واسعة بين التصريحات والأداء الفعلي.

وسط هذا الوضع، يبرز الكاتب والصحفي جمال السوسي كأحد أبرز الأصوات النزيهة التي تنادي بتغيير جذري، خاصة في مجال ألعاب الدفاع عن النفس. مع سجل حافل يمتد لربع قرن، يعتبر جمال السوسي رائدًا حقيقيًا في مجال الرياضة الوطنية، ومصلحًا يستحق أن يُسمع صوته في جميع مستويات صناعة القرار الرياضي.

فشل النتائج وتباين التصريحات

قبل انطلاق الألعاب الأولمبية في باريس 2024، أدلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، بتصريحات تبث التفاؤل والثقة في الأداء. أكد بنموسى أن “الوفد الرياضي المغربي معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة”، مشيدًا بجهود اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية والفدراليات الرياضية. ومع ذلك، تبين أن هذا التفاؤل كان غير متناسب مع النتائج اللاحقة. فقد أثبتت الوقائع أن التصريحات لم تعكس التحديات الحقيقية التي واجهها الرياضيون، حيث لم يتم تناول المشكلات الأساسية مثل عدم وجود استراتيجيات واضحة، ضعف البنية التحتية الرياضية، أو القصور في إدارة القطاع الرياضي.

جمال السوسي: الرائد الحقيقي للإصلاح

على الرغم من المحاولات المتكررة والمقالات الصحفية والتحذيرات التي وجهها جمال السوسي، لا يزال يشكل حجر الزاوية في تقديم الرؤى والحلول الواقعية للتحديات التي تواجه الرياضة المغربية. منذ دورة ألعاب ريو 2016، قدم جمال السوسي توصيات واقعية لإصلاح القطاع الرياضي، ناصحًا بإعادة النظر في سياسات مديرية الرياضة وإصلاحها بشكل جذري. لكن، للأسف، لاقى صرخاته صدىً ضعيفًا وتجاهلاً لم يتم تجاوزه حتى الآن.

في خطوة هامة نحو تحسين الوضع، تمكن السوسي من تحقيق إنجاز كبير عام 2021 بإقرار فصل الرياضة عن الشباب، وانتقال إشرافها إلى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. بادر فوراً بمراسلة الوزير بنموسى مطالبًا بإصلاح مديرية الرياضة، التي اعتبرها العمود الفقري للوزارة، عبر تعزيزها بكفاءات عالية تتسم بالنزاهة والتفاني في خدمة الرياضة.

قدّم السوسي مجموعة من التوصيات الأساسية لتحسين وضع الرياضة في المغرب، والتي تشمل:

  • مراجعة القانون 30-09: دعا إلى ضرورة دسترة القانون المتعلق بالتربية البدنية والرياضة بمرجعية دستور 2011، مع تصحيح العيوب التي تشوب هذا القانون لضمان تطور الرياضة بما يتماشى مع المتطلبات الحديثة.

  • تشكيل وتفعيل محكمة التحكيم الرياضي: أكد على أهمية تفعيل المحاكم الرياضية واللجنة الوطنية لرياضة المستوى العالي، كما هو منصوص عليه في المرسوم التطبيقي للقانون 30-09، لضمان العدالة والشفافية في التعامل مع النزاعات الرياضية.

  • تفعيل قانون محاربة المنشطات: شدد على ضرورة إصدار النصوص التنظيمية المتعلقة بمحاربة المنشطات وإحداث الوكالة الوطنية لمحاربة المنشطات، لضمان نزاهة المنافسات الرياضية وحماية صحة الرياضيين.

  • تكوين الأطر التقنية: دعا إلى وضع منظومة حقيقية لتكوين الأطر التقنية وتفعيل القانون المنظم لدبلوم الدولة الخاص بالمدرب الرياضي، لضمان تأهيل المدربين وتطوير قدراتهم بشكل يساهم في رفع مستوى الرياضة المغربية.

  • تأهيل الجامعات الرياضية: طالب بتأهيل الجامعات الرياضية وفق القانون 30-09 وفصل 26 من دستور المملكة المغربية، مع إخراج البرنامج الوطني الرياضي إلى حيز الوجود كما هو منصوص عليه في المادة 25 من القانون ذاته.

  • إعادة النظر في التعيينات: أشار إلى أهمية إعادة النظر في تعيينات المدراء الجهويين والإقليميين بعيداً عن المحسوبية والمحسوبية، وضرورة اختيارهم بناءً على الكفاءة العلمية والخبرة في المجال الرياضي.

جمال السوسي: المنقذ الحقيقي للرياضة المغربية

بدلاً من تكريم الكاتب والصحفي الخبير الرياضي جمال السوسي، تتعرض جهوده لمواجهة محاولات مستمرة من شخصيات نافذة ووازنة تسعى للاستفراد بغنائم الرياضة، مما يضغط عليه ويجبره على الهجرة. رغم أن له دوراً مهماً في نشر وتعزيز رياضة الجيوجيتسو البرازيلي وفنون القتال المختلطة على الصعيدين الوطني والدولي، إلا أن مجهوداته لم تلقَ التقدير الكافي.

جمال السوسي أسس مجلة MMAMAG، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي والمغاربي والأفريقي، متخصصة في فنون القتال المختلطة. كما يشغل مناصب بارزة مثل رئيس الاتحاد العربي للجيوجيتسو وفنون القتال المختلطة، ونائب رئيس الاتحاد الأفريقي للجيوجيتسو البرازيلي. يُعتبر أيضاً من المقربين لرؤساء الاتحادات الدولية الكبرى في هذا المجال. ومع ذلك، يتعرض لتهميش كبير في وطنه رغم كفاءاته العالية وخبراته المتقدمة.

إن تقديم جمال السوسي للمسؤولية في قطاع الرياضة يمكن أن يكون محوراً رئيسياً لإحداث تغيير نوعي في الرياضة المغربية، بما يضمن تحقيق إنجازات ملموسة وتطوير القطاع بشكل يتماشى مع أفضل المعايير العالمية.

بفضل رؤية جمال السوسي وإصراره، يمكن أن يشهد القطاع الرياضي في المغرب تحولاً نوعياً يضعه في مصاف الدول المتقدمة رياضيًا. وعلى الرغم من التحديات والصعوبات، يظل السوسي رمزًا للأمل والتغيير الحقيقي في الرياضة المغربية، وهو يستحق الدعم والتقدير لإسهاماته القيمة في هذا المجال.

خاتمة

من الضروري أن يتم الاستماع إلى صوت جمال السوسي وتفعيل توصياته بشكل جدي. إغفال هذه الخبرات والكفاءات العالية لن يؤدي إلا إلى استمرار الأزمات والفشل في القطاع الرياضي. حان الوقت لإعطاء السوسي الفرصة لقيادة القطاع الرياضي نحو الإصلاح والتقدم، وإعادة كتابة تاريخ الرياضة المغربية بنجاحات تحقق الطموحات وتعزز من مكانة المملكة على الساحة الدولية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا