تايسون فيوري يستعد للعودة إلى الحلبة في مواجهة تعد واحدة من أكثر النزالات إثارة في عام 2023، حيث سيحاول استعادة ألقابه من أولكسندر أوسيك في 21 ديسمبر بالرياض.
في مواجهتهما الأولى في مايو الماضي، خسر فيوري بقرار منقسم بعد 12 جولة شاقة، أظهرت فيها مهارات أوسيك الفريدة في السرعة والتكتيك، وأكدت قدرته على التفوق حتى أمام خصوم أطول وأقوى.
ومع ذلك، فإن هذه الخسارة لم تكن مجرد نهاية مؤقتة لهيمنة فيوري؛ بل كانت بداية لمعركة نفسية وتكتيكية جديدة تلوح في الأفق.
أوسيك، الذي أبدع في المؤتمر الصحفي الأخير بشخصية “Hitman”، أرسل رسالة واضحة لا تقبل التأويل: هدفه هذه المرة ليس مجرد الفوز بالنقاط، بل تحقيق ضربة قاضية تقضي على أحلام فيوري في استعادة العرش.
وفي الوقت نفسه، اعترف فيوري في أكثر من مناسبة بأنه لم يقدم أفضل أداء له في النزال الأول، حيث اعتمد أسلوبًا دفاعيًا جعل منه فريسة سهلة لأسلوب أوسيك الهجومي.
وللتعويض عن ذلك، أعلن فيوري عن تغيير جذري في خطته، حيث صرح بأنه سيهاجم منذ الجولة الأولى، متوعدًا خصمه الأوكراني بنزال لن ينساه.
https://twitter.com/Kevlerenaboxing/status/1859713773499711806
لكن رغم حماسة فيوري وتصريحاته النارية، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع تنفيذ هذه الوعود في ظل وزنه الثقيل الذي يتجاوز 120 كجم؟ في النزال الأول، أظهرت الجولات الأخيرة ضعف لياقته البدنية، حيث سيطر أوسيك بشكل واضح على الإيقاع، واستغل بطء فيوري وتركه دون خيارات هجومية.
أوسيك، المعروف بسرعته وتحركاته المستمرة، يدرك الآن أنه يستطيع إيذاء فيوري بفعالية، وهو ما يضيف ضغطًا نفسيًا كبيرًا على البطل السابق، الذي لن يتمكن من الاعتماد على أسلوبه التقليدي بالهجوم بيدين منخفضتين.
على الرغم من تاريخ فيوري في تحسين أدائه في مباريات العودة، كما فعل أمام أسماء مثل ديونتاي وايلدر وديريك تشيسورا، فإن أوسيك يمثل خصمًا مختلفًا تمامًا. فهو لا يتمتع فقط بقدرة فريدة على فرض إيقاع سريع ومستمر، بل أيضًا بذكاء تكتيكي يسمح له بتفكيك استراتيجيات خصومه بسهولة.
في النزال الأول، تمكن أوسيك من استنزاف طاقة فيوري عبر هجماته المركزة على الجسم، مما أجبره على التراجع نحو الحبال لحماية نفسه، وهو مشهد قد يتكرر إذا لم يغير فيوري من نهجه بشكل حاسم.
ومع اقتراب موعد النزال المرتقب، تبدو المعركة أشبه بمواجهة بين أسلوبين متناقضين. فيوري يعتمد على قوته الجسدية الهائلة وقدرته على الصمود، بينما يعول أوسيك على سرعته وتكتيكاته الذكية. الأكيد أن نتيجة هذه المواجهة لن تحسم فقط مستقبل فيوري كأحد أبرز الأسماء في تاريخ الملاكمة، لكنها ستعيد رسم خريطة القوة في فئة الوزن الثقيل.
عشاق الملاكمة حول العالم يترقبون بفارغ الصبر هذه الليلة التي قد تكون فاصلة في مسيرة كلا المقاتلين، وبينما يعد فيوري باستعادة مجده، يظهر أوسيك كعقبة أصعب من أي وقت مضى.