المغرب في المركز الثالث بكأس العرب للتايكوندو: نجاح أم إخفاق؟ ومن يتحمل المسؤولية؟

0
19

في بطولة كأس العرب للتايكوندو في نسختها الخامسة، التي احتضنتها إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، تمكن المنتخب المغربي من تحقيق المركز الثالث بعد تونس التي تصدرت الترتيب، والأردن التي جاءت في المرتبة الثانية.

ورغم الإنجازات الفردية البارزة التي حققها اللاعبون المغاربة، إلا أن ترتيب المنتخب العام يثير تساؤلات جوهرية حول أسباب عدم تصدر المغرب لهذه المنافسة، خاصة أن الإمارات التي احتضنت البطولة تمتلك تعدادًا سكانيًا يعادل مدينة مغربية واحدة، بينما تتفوق تونس على المغرب في هذا التصنيف.

إنجازات لافتة ولكن؟

حقق المغرب في البطولة ما مجموعه 21 ميدالية موزعة بين 11 ذهبية، و6 فضيات، و4 نحاسيات. وتميز المنتخب المغربي للشبان والشابات بحصوله على المركز الأول، فيما جاء المنتخب الوطني للكبار والكبيرات في المركز الثالث، والمنتخب الوطني للفتيان والفتيات في المركز الرابع.

لكن، هل يعكس هذا الترتيب إمكانيات المغرب الحقيقية في رياضة التايكوندو؟ وهل يعكس مستوى التطور الرياضي الذي يجب أن يكون عليه بلد له تاريخ طويل في هذه الرياضة؟

مكامن الخلل: هل هو فشل مؤسساتي؟

من الواضح أن هناك خللًا في الاستراتيجية المعتمدة لتطوير رياضة التايكوندو في المغرب. فبينما تتقدم دول مثل تونس والأردن في تصدر الترتيب، يبدو أن هناك فجوة بين الإمكانيات التي يمتلكها المغرب وبين المردود الفعلي على أرض الواقع. وهنا تبرز عدة تساؤلات:

  • هل المشكلة في ضعف التكوين والإعداد للمنافسات الكبرى؟

  • هل هناك غياب لرؤية واضحة من قبل الاتحاد المغربي للتايكوندو؟

  • أين هو دور قسم المستوى العالي في مديرية الرياضة، ولماذا يغيب عن المشهد؟

  • هل تتوفر البيئة المناسبة لتطوير المواهب الناشئة وصقلها بالشكل المطلوب؟

مسؤولية من؟

تتعدد الجهات التي يمكن تحميلها مسؤولية هذا التراجع. فمن جهة، يقع جزء من المسؤولية على الاتحاد المغربي للتايكوندو، الذي من المفترض أن يكون مسؤولًا عن وضع استراتيجية واضحة لتطوير الرياضة وضمان مشاركة أقوى على المستوى العربي والدولي. كما أن وزارة الرياضة ومديرية الرياضة بالمغرب مطالبة بدعم الرياضيين عبر توفير بيئة تنافسية أكثر احترافية.

أما على المستوى الفني، فهناك تساؤلات حول جودة الإعداد البدني والتكتيكي للاعبين المغاربة، ومدى قدرتهم على مجاراة أبطال الدول الأخرى، خاصة في ظل مشاركة رياضيين حصلوا على ميداليات في أولمبياد باريس 2024.

ما الحلول الممكنة؟

إذا كان المغرب يريد أن يفرض نفسه كقوة إقليمية في التايكوندو، فلا بد من إعادة النظر في طريقة إعداد الرياضيين المغاربة، عبر تبني سياسات رياضية جديدة ترتكز على:

  1. تطوير برامج إعداد النخبة: توفير معسكرات تدريبية على مستوى عالٍ في دول متقدمة في التايكوندو.

  2. تعزيز الاهتمام بالفئات الصغرى: توفير بيئة تدريب احترافية للمواهب الناشئة، مع التركيز على تطوير مهاراتهم في المنافسات الدولية.

  3. تحسين الدعم المالي واللوجستي: ضمان دعم مالي مستدام للرياضيين، وتوفير تجهيزات حديثة تساعدهم على تحقيق أداء أفضل.

  4. إعادة هيكلة الأجهزة التقنية والإدارية: ضرورة مراجعة دور مديرية الرياضة وقسم المستوى العالي، وضمان وجود كفاءات قادرة على تحقيق التطور المنشود.

ختامًا

رغم الإنجازات المحققة في البطولة، فإن احتلال المغرب للمركز الثالث خلف تونس والأردن يعد مؤشرًا يستدعي المراجعة والتقييم العميق.

فهل سيكون هذا الترتيب دافعًا لتصحيح المسار ووضع استراتيجيات أكثر فاعلية، أم سيبقى مجرد محطة أخرى في سلسلة من التراجعات الرياضية؟ على المعنيين الإجابة عن هذه التساؤلات قبل أن يفقد المغرب مكانته في رياضة لطالما برع فيها على المستوى العربي والدولي.

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا