عمر سي: أول سقطة… اختبار الحقيقة أمام عين العالم

0
17
صورة : UFC

لم يكن نزال عمر سي في UFC أتلانتا مجرد لحظة رياضية تُسجَّل في السجلات، بل كان مشهدًا صريحًا لانكشاف المقاتل أمام نفسه، قبل أن يُعرض أمام الجمهور.

واجه الفرنسي خصمًا لا يُجيد المجاملة، ولا يمنح الفرص الثانية. ألونزو مينيفيلد، بقوته وانفجاره وخبرته، لم يأتِ إلى القفص ليقاتل… بل ليختبر.

في الجولة الأولى، حاول عمر فرض إيقاعه المعتاد. ضغط منذ البداية، وأجبر مينيفيلد على التراجع إلى القفص. استخدم المسافة ببراعة، ووجّه لكمات مباشرة استثمر فيها تفوقه في مدى الوصول. بدا وكأنه يدير الأمور بهدوء. لكن خلف الهدوء، كان الأمريكي يعدّ لحظة الانفجار، منتظرًا شرارة صغيرة ليحوّل المباراة إلى فوضى محسوبة.

مع انطلاق الجولة الثانية، بدأ عمر يبدّل استراتيجيته، بحثًا عن تفوق أوضح. انتقل إلى محاولات إسقاط مزدوجة ثم فردية، وبالفعل نجح في إسقاط خصمه، وهي لحظة ظن فيها كثيرون أن الزخم بدأ يتحوّل. لكن مينيفيلد لم يبقَ أرضًا سوى لحظات. نهض سريعًا، كأن شيئًا لم يحدث، وأعاد التوازن لنزال لم يكن فيه مجال للأخطاء.

الجولة الثالثة لم تكن صاخبة، لكنها كانت حاسمة. تبادل كلا المقاتلين الضربات بحذر، وكان واضحًا أن التعب بدأ يتسلل إلى أداء عمر، وأن مينيفيلد يستعد لتوجيه ضربات فاصلة. لم تكن هناك لحظة سقوط أو ضربة قاضية، بل تراكم كافٍ ليحسم القضاة قرارهم بالإجماع: 29-28 ثلاث مرات.

الهزيمة الأولى في مسيرة عمر سي جاءت على يد خصم لم يكن يُنظر إليه كمجرد محطة انتقالية، بل كمصيدة ذكية. هذا النزال لم يُظهر ضعفًا بدنيًا واضحًا، لكنه كشف ثغرات ذهنية وتكتيكية لا تُرى إلا في هذا المستوى من القتال.

فرصة دخول عمر سي إلى قائمة الخمسة عشر الأوائل في فئة أقل من 93 كغم ضاعت. لكن ما لم يضع بعد هو اسمه، وشغفه، وإمكانية عودته من بوابة أكبر: باريس.

نزال سبتمبر المقبل في UFC باريس 4 قد يكون ليس فقط فرصة للتعويض، بل لحظة لإعادة تعريف الذات. لا لأن الجمهور الفرنسي ينتظر، بل لأن عمر سي يحتاج إلى وقفة حقيقية على الأرض التي صنعته.

الهزيمة هنا ليست نهاية، بل بداية مكاشفة. والمقاتل الذي لم يعرف طعم السقوط، لا يعرف بعد شكل الصعود الحقيقي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا