عثمان بعد الفوز: من يشكك في ركبتي، فليصعد إلى القفص

0
10
صورة: UFC.

في قاعة “ستيت فارم أرينا” بمدينة أتلانتا، لم يكن نزال كامارو عثمان ضد خواكين باكلي مجرد مواجهة رياضية. لقد كان امتحانًا حقيقيًا للروح، للهوية، وللإيمان بالبقاء في عالم لا يعترف إلا بمن يصمدون. فبعد ثلاث هزائم متتالية، وغياب عن القفص دام ثمانية أشهر، خاض عثمان نزالًا كان أشبه بقرار مصيري: إما التلاشي أو العودة.

أمام خصم شاب لم يُهزم منذ انتقاله إلى وزن -77 كلغ، لم يبدُ الطريق ممهدًا. خواكين باكلي دخل النزال بثقة، مدعومًا بسلسلة انتصارات وقوة جسدية واضحة. أما عثمان، فكان عليه أن يثبت شيئًا أكبر من مجرد مهارة قتالية. كان عليه أن يثبت أنه لم ينتهِ، وأن الجسد الذي شكك فيه البعض لا يزال قادرًا على الحركة، وعلى الهيمنة.

ومنذ الجولة الأولى، فرض عثمان إيقاعه. سيطر أرضًا، وضيّق المساحات، واستعاد ما افتقده في نزالاته الأخيرة: الذكاء القتالي والانضباط التكتيكي. خمس جولات كاملة لم يترك فيها للخصم مجالًا للمبادرة، وانتهى النزال بقرار إجماعي لصالحه، في نتيجة تقول أكثر من مجرد “فوز”.

لكن الأهم كان في ما بعد النزال. حين وجّه عثمان رسالة واضحة إلى منتقديه، وبالأخص أولئك الذين تحدثوا عن إصابته في الركبة: “اصمتوا”. لم تكن مجرد كلمات غضب، بل إعلان بأن هذا المقاتل، رغم تقدمه في العمر، لا يزال يمتلك الكلمة في وزن الويلتر.

بين العودة والانبعاث… هل يستعيد عثمان طريق الذهب؟

سؤال مطروح الآن بقوة: هل تكون هذه العودة بوابة جديدة نحو اللقب؟ أم أنها مجرد لحظة انتفاض قبل الأفول؟ في عمر 38 عامًا، وفي منافسة مشبعة بالمواهب الشابة، يبدو الطريق معقدًا. لكن في حالة عثمان، لا يمكن التعامل مع الأرقام فقط. هو مقاتل ينتمي إلى جيل صنع تحولات كبيرة في حضور القارة الإفريقية داخل UFC، جنبًا إلى جنب مع أسماء مثل فرانسيس نغانو وإسرائيل أديسانيا.

الرسالة الأوسع: الحضور الإفريقي ليس صدفة

انتصار عثمان يعيد تذكير الجميع بأن الحضور الإفريقي في الرياضات القتالية لم يكن طفرة. إنه ثمرة مسار طويل من المثابرة والتميّز رغم التحديات الجغرافية واللوجستية. وهو دليل على أن القارة قادرة على إنتاج أبطال عالميين ينافسون في أعلى المستويات، ويعودون من الهزائم أقوى، ويقدمون نموذجًا رياضيًا وإنسانيًا ملهمًا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا